مخترع الاسلكي جوجليلمو ماركوني

*ماركوني (1874-1937)هو مخترع (التلغراف اللاسلكي). ولد (جوجليلمو ماركوني) في بلدة (بولونيا) في ايطاليا عام (1874) من اب ايطالي وام ايرلندية ودخل المدرسة في بلدته ثم في (فلورنسا) القريبة الى ان التحق بالمدرسة التقنية في (ليجهورن) في ايطاليا ايضا، حيث درس الفيزياء، ولقد استفاد على سبيل الالمام من البحوث التي قام بها قبله العالمان (جيمس ماكسوبل، وهينربش هرتز)، وقد تضمنت هذه البحوث الموجات الكهرومغناطيسية والراديويه، وقد استأثر باهتمامه ايضا، بل جل اهتمامه تلك البحوث والتجارب التي سبق ان قام بها السير (اوليفر لودج) في مجال البرق والكهرباء. ولقي (ماركوني) من امه تشجيعا كبيرا دون ابيه، فكانت صاحبة فضل في حثه على مواصلة بحوثه وتجاربه، ولقد ايدته عندما تعثرت جهوده او عندما تنكرت السلطات لمنجزاته. واطلع (ماركوني) على سيرة (بنيامين فرانكلين) فكانت محفزا له على القيام بتجارب عديدة في تلك المجالات، وقد قام باولى تجاربه وهو في السادسة عشرة من عمره، وقد اجرى هذه التجربة في احدى الغرف الملحقة بسطح المنزل تلك الغرفة التي كان ابوه يستعملها لحفظ اطباق دودة الحرير فلا عجب ان تنكر ابوه لتجاربه، الا ان ذلك لم يثبط عزيمته. وواصل اجراء تجاربه عام (1895) ولما اكملها تقدم باختراعه الى وزارة البريد والتلغراف الايطالية عام (1896)، الا ان السلطات لم تهتم بذلك لان التلغراف الكهربائي السلكي كان قائما وناجحا كما كان يرى المسؤولون. ولم يكن ثمة ما يبرر استبداله بالتلغراف اللاسلكي الذي تقدم به (ماركوني) بشكل بدائي، فبينما حمل التلغراف السلكي انذاك الاف الرسائل عبر المحيطات وبين مختلف الدول والقارات، لم يستطع تلغراف (ماركوني) اللاسلكي ان يجتاز برسائله او اشاراته اكثر من (1.5) ميل. وسافر (ماركوني) وامه الى (لندن) بعد ان اصيب بالاحباط في بلده (ايطاليا) وبعد عدة شهور هناك، سجل فيها الاختراع الذي تنكرت له بلاده. وفي ذات العام (1896) اقام عرضا لاختراعه امام سلطات البريد والتلغراف البريطانية. ثم انه عمد الى تحسين اختراعه فوسع مداه الى (تسعة) اميال ثم الى (12) ميلا عام (1897) و (31) ميلا عام (1899). وحظي (ماركوني) بتقدير كبير مهندسي دائرة البريد في لندن (السير وليام بريس) الذي قيم اختراعه وشمله برعاية خاصة كان لها اثرها في نجاح (ماركوني) السريع في الاعوام القليلة التالية. وفي عام (1899) جهز (ماركوني) سفينتين امريكيتين بتلغرافه اللاسلكي لنقل اخبار سباق القوارب. وكان (ماركوني) يهتم بالجانب التلغرافي من اداء جهازه اكثر من الجانب الاذاعي. وفضل التقدم في بث الرسائل التلغرافية للاغراض التجارية والحكومية والانسانية وغيرها على العمل من اجل تطوير اداء جهازه لبث البرامج الاذاعية. وفي عام (1901) حقق (ماركوني) قفزة كبيرة في اختراعه، فقد نجح في ارسال اشاراته اللاسلكية عبر المحيط الاطلسي من (اوربا) الى (امريكا) وبالعكس، وبذلك اصبح في العالم اسلوبان للاتصال التلغرافي الاسلوب السلكي الذي يعود ظهوره وانتشاره الى منتصف القرن التاسع عشر، واسلوب (ماركوني) اللاسلكي الذي كان ظهوره مؤشرا لحلول القرن العشرين. وكان اختراع ماركوني بحاجة الى حافز من شأنه ان يحوله الى نجاح تجاري، فقد ظل التلغراف اللاسلكي محصورا بجدران المختبرات الجامعية. وعندما حلت الكارثة الكبرى، وهي غرق سفينة (تيتانيك) عام (1912) وغرق معها نحو من (1500) نسمة كان بينهم كثيرون من الوجهاء والاغنياء، كانت الحاجة عظيمة الى جهاز (ماركوني) الذي لو كان موضع الاهتمام والاستعمال الجدي لكان في الامكان انقاذ ضحايا التيتانيك جميعا، لذلك كان قرار تعميم استعمال التلغراف اللاسلكي على السفن في طليعة القرارات التي اتخذها مؤتمر لندن انذاك، واعقب ذلك انتشار التلغراف اللاسلكي في جميع انحاء الارض. وفي عام (1909) منحت جائزة (نوبل) الى ماركوني ولرجل اخر (مناصفة) واسمه (فرديناند براون) حيث اعتبر شريكا له في اختراعه، واعتبرت القسمة مجحفة بحق ماركوني، وحتى براون نفسه لم يتردد في الاعتذار لماركوني يوم توزيع جوائز نوبل معربا عن اسفه لحصوله على نصف مكاسبه دون حق. ولم تكن الجائزة من الناحية المادية ذات بال بالنسبة لماركوني، فقد كان مليونيرا، وعندما توفي (1937) ترك (25) مليون دولار وهبها لابنته من زوجته الثانية. وكان (ماركوني) فقد احدى عينيه في حادث سيارة عام (1910) وحضر مؤتمر السلام العالمي في (فرسايل)، ووقع معاهدة (فرسايل) ووثائقها، بصفته مندوبا عن ايطاليا عام (1919). [Fuga 4 Help]